بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي شرع لعباده من الأحكام مافيه السداد , وجنبهم طرق الغي والفساد , والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعباد , وعلى اله وأصحابه ذوي البصائر والرشاد . أمابعد
هذا أول موضوع فأرجوا أن يحووز على رضا الجميع ..والله من وراء القصد.
فإن التفقه بمقاصد الشريعة , ومعرفة حكم الله في أحكامه ومعرفة أسرارفي أوامره ونواهيه : من أنفع العلوم وأجلها ؛ذلك أن الأحكام الشرعية في أصولها وفروعها معلله برعاية مصالح العباد في عاجلهم وآجلهم
المقاصد
إن وضع الشرائع إنما هو لمصالح العباد في العاجل والآ جل معا وهذا ما يدل عليه قوله تعالى {وما أرسلناك إلارحمة للعالمين *}وقوله تعالى {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا}فدل الاستقرا ء من الشريعة أنها وضعت لمصالح العباد .
المقاصد قسمان : أحدهما / يرجع إلى قصد الشارع من وضعه الشريعة .
الثاني / يرجع إلى قصد المكلف من أفعاله .
القسم الاول
فيمايرجع إلى قصد الشارع من وضع الشريعة
وهو أنواع :
النوع الاول : في بيان قصد الشارع في وضع الشريعة ، وفيه مسائل :-
الاولى :- تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق . ..
وهي لاتعدو ثلاثة أقسام : -
1. مقاصد ضرورية ..
2. حاجية.
3. تحسينية .
-فأما الضروريات فإنه لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا ؛بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وفي الأخرة تؤدي إلى فوات النجاة والنعيم وحصول الخسران المبين والحفظ لها يكون بالقيام بأركانها وتثبيت قواعدها كما يكون بما يدرا عنها الإحتلال الواقع أو المتوقع فيها :
فأصول العبادات: راجعة إلى حفظ الدين .
والعادات : راجعة إلى حفظ النفس والعقل .
والمعاملات: راجعة إلى حفظ النسل والمال .
ومجموع الضرورات خمسة : هي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال .
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....